وقد تعمق مجراها، وازداد نسيجها رفعة ومكانة في عهد المعزز جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عُمان، حفظهما المولى عز وجل وكلأهما بعين رعايته، وذلك على كافة الصعد والمجالات الأدبية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية.
حيث تمارس الوحدة أعمالها، برعايةٍ كريمةٍ من شريكها المؤسسي ممثلاً بمكتب الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في سلطنة عُمان، بتوجيهٍ دائم ودعم سخي من ديوان البلاط السلطاني في عُمان، بالتعاون مع سفارة السلطنة لدى المملكة، وغيرها من المؤسسات الرسمية العُمانية ذات العلاقة بعملها ونشاطاتها.
وقد نهضت الوحدة برسالتها في العناية بالمنجز الحضاري العُماني، على أفضل صورة ممكنة، في مختلف المجالات المعرفية على مدى تجاوز ربع قرن من الزمن، بهدف التعريف بعُمان: فكراً وحضارة وبلداً وإنساناً، حيث نشطت في تنظيم المؤتمرات والملتقيات العلمية، التي بلغت حتى تاريخه (15) مؤتمراً علمياً دولياً، والعديد من الندوات والمحاضرات، شارك في فعالياتها المئات من الأكاديميين من الأردن وعُمان، ومن شتى بقاع العالم، العربية منها والأجنبية، والتي أغنت وأثرت المكتبة العُمانية بحصيلة وافرة من الدراسات الأكاديمية الرصينة، في شتى المجالات العلمية.
وقد تطورت فعاليات وأنشطة الوحدة وتنوعت بشكلٍ ملحوظ، خلال السنوات القليلة الماضية، فبالإضافة إلى استمرارها في عقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات العلمية، بدأت خطاها الراسخة في تشجيع البحث العلمي في الشؤون العُمانية، من خلال تقديم الجوائز لأفضل رسائل الماجستير والدكتوراة المجازة التي أُعدت في هذا المجال، علاوة على تقديم المنح البحثية لتأليف البحوث والكتب الخاصة بالمنجز الحضاري في سلطنة عُمان، وتنظيم الأيام الثقافية العُمانية.
حيث أدى كل ذلك إلى السعي الحثيث لإعادة هيكلة الوحدة بشكلٍ جذري، من خلال المراجعة الشاملة لتعليماتها التنظيمية، وإجراءاتها الإدارية وخطط مناشطها العلمية، وإعداد هويتها البصرية والمؤسسية وتصميم شعار جديد للمركز، بهدف البناء على ما تم انجازه سابقاً، والوصول إلى دور مؤسسي أكثر حضوراً وكفاءة في الساحة الفكرية في كلٍ من عُمان والأردن، للمحافظة على التميز والألق العلمي للمركز بين مختلف الكراسي العلمية ومراكز البحوث ذات العلاقة بالشؤون العُمانية المنتشرة في العديد من دول العالم، العربية منها والأجنبية.
وبناءً عليه، فقد تم بعون الله تحويل مسمى "وحدة الدراسات العُمانية"، ليصبح "مركز البحوث والدراسات العُمانية"، اعتباراً من بداية شهر آب (أغسطس) من العام 2024م، لاستيعاب التطور الملحوظ في الأعمال والفعاليات التي نهضت بها الوحدة، وبالتالي، ترسيخاً للعمل المؤسسي المنظم، بالشراكة مع مكتب الإفتاء في سلطنة عُمان، وبالتعاون مع مختلف الهيئات والجامعات والمؤسسات والمراكز الاكاديمية والثقافية، ذات العلاقة بالشؤون العُمانية.
إضافة إلى ما تقدم، فلا بد من الاعتراف بفضل جميع من كانت لهم أيادٍ بيضاء في دعم وحدة الدراسات العُمانية منذ تأسيسها وحتى تاريخه، وفي مقدمتهم سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليليّ، المفتي العام لسلطنة عُمان حفظه الله ورعاه، وأصحاب السعادة سفراء سلطنة عُمان في المملكة الأُردنية الهاشمية، وكافة الجهات ذات العلاقة في سلطنة عُمان، وفي مقدمتهم: ديوان البلاط السلطاني، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ووزارة الثقافة والشباب والرياضة، وجامعة السلطان قابوس.
كما أن الشكر موصول دائماً لأصحاب العطوفة رؤساء جامعة آل البيت الذين أولوا اهتماماً خاصاً بتطوير أعمال الوحدة، وكذلك لجميع الزملاء الكرام الذين استلموا إدارة الوحدة، ولمجالسها ولجانها الموقرة، ولفريق العمل في الوحدة، منذ بدايات تأسيسها وحتى تاريخه، والذين كانت لإسهامتهم المباركة أكبر الأثر في أن تتبوأ الوحدة مكانتها العلمية الراسخة والرفيعة بين المؤسسات المناظرة لها ولأعمالها، فجزاهم الله جميعاً عنا خير الجزاء.
ومن جانبٍ آخر، فإننا في مركز البحوث والدراسات العُمانية برؤيته ورسالته الجديدة، نتطلع بقوةٍ وثبات إلى تحقيق المزيد من الانجازات الرفيعة والمتميزة في مختلف المهام التي يقوم بها، انطلاقاً من إيماننا العميق بالقدرات والمهارات المتاحة لكلٍ من مجلسه الكريم ولجانه الموقرة وفريق العمل المتميز الخاص به، وتأسيساً على المنجزات التاريخية التراكمية التي حققتها وحدة الدراسات العُمانية على مدى ربع قرن من الزمان، والتي لم تكن لترى الشمس لولا الشراكة الحقيقية والتعاون البنّاء الذي لمسناه من مختلف الجهات الرسمية الرسمية ذاته العلاقة بأعمال ومهام المركز.
وأخيراً، يطيب لنا بل ويشرفنا في إدارة المركز أن نعلن للجميع أن أبوابنا ستبقى مفتوحة كعادتها في استقبال جميع الباحثين المعنيين بالشأن العُماني للاستفادة من محتويات مكتبة المركز، كما أننا نرحب دوماً بمقترحاتكم واستفساراتكم وملاحظاتكم حول أعمال المركز، حيث يمكنكم التواصل معنا، من خلال أدوات التواصل المتاحة للجميع، والمبينة في ثنايا هذه الصفحة.
سائلين المولى عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لتحقيق أهداف المركز بكل كفاءة واقتدار، وعلى النحو الذي يعزز من العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين الشقيقين، في ظل صاحبي الجلالة: الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم والسلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عُمان، حفظهما الله ورعاهما.
﴿فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض﴾ (سورة الرعد، الآية 17).